
ليتك اكتفيت بي
بقلم أزهار عبد الكريم
فتحت حور عيونها ببطي و هى تتثاءب فى كسل وابتسمت ابتسامه واسعة وهى تحلق بخيالها فى سقف الغرفة وتحدث نفسها
ما أجمل هذا اليوم
أنه يوم عيد ميلادى
أنا مشغولة بمليون حاجه اعملها النهاردة ، عاوزه اشترى فستان جديد علشان لما اخرج مع عمار حبيبي اكون أجمل واشيك بنت فى المكان . لطالما كان يغازلني عمار باناقتي وشياكتي وذوقي في اختيار ملابسي وجسدي الرائعه الذي يشبه المليكان ..
آه نسيت اكلمكم عن عمار
عمار ده بقا زميلي فى الشغل اتعرفت عليه أول يوم استلمت فيه الشغل هو انسان نشيط وشاطر جدآ فى شغله وجدع وخدوم مع الكل وغير كده ظريف ودمه خفيف
من الآخر خطف قلبي
بيهتم بيا وبكل تفصيله فى حياتى عرفنا بعض وقربنا لبعض جدآ وكل واحد فينا بات يعرف كل شيء عن الآخر ..
فى البداية كان دائما يحدثنى عن شخصيتى النادرة والقوية وكيف أنى أروع النساء وارقاهم
وبأنى الوحيدة التى ملكت قلبه وتمكنت من الخوض داخل مملكته ، طالما كان يحدثنى بأنى الجوهرة النادرة التى كان يبحث عنها وأخيراً بعد طول عناء حصل عليها وأنى الوحيدة التى يطمئن إليها قلبه وشعوره وأنى فتاة أحلامه التى طالما كان يحلم بها ….
وفى يوم طلب ايدى للجواز قال لي أنت كل حاجه فى حياتى بحلم بيكى وبتمنى تكونى زوجتى المستقبلية .
طبعاً أنا وافقت على طول من غير تفكير ومن غير تردد
لأنه اصبح كل حياتى فى البداية كان يسخر لى كل الوقت وكل أوقاته كان يحدثنى فى كل مكان هو متواجد فيه لا يهمه المكان ولا الزمان المهم أن يحدثنى ليطمئن علي ، اخذنى من الجميع أصبح هو عالمى الخاص ابتعدت عن الجميع أصبح هو كل شيء فى حياتى
كان يحدثنى عندما استيقظ من النوم وقبل أن أنام وطول اليوم معايا ، خلاص ادمنته نسيت كل الناس من حولي وأنا معاه بنسي العالم كله حتى كنت بنسي نفسي .
لكن فى يوم من الأيام اكتشفت أنه يعرف بنت غيرى وبيكلمها وبيعاملها بنفس الطريقة اللى كان يعاملني بها واكتشفت أنه بيخرج معاها. وجهته بشكوكى من اللى بيحصل بنهم لكن طبعاً اتعصب عليا وقالى أنتى بتقولى أى كلام وبتتهمينى و أنا لا يمكن اقبل الكلام ده على نفسي .
وعلشان بحبه ومقدرش ابعد عنه كذبت إحساسي ومشيت وراء كلامه وصدقته إن مفيش بينهم اى علاقة غير علاقة العمل وبس ..
ومرت الأيام وأنا مخدوعه فى عمار و كان نفسي يكون إحساسي مش بيكدب عليا وأنه فعلاً بيحبنى زى ما أنا بحبه.
لكن مغامراته كترت وكل شويه اكتشف علاقته بفتاة أخرى
بجد خلاص تعبت من المواجهة وتعبت من الصدام والبعد عنه بسبب خناقتنا على نفس الموضوع.
بعدها اصبح مشغول جدآ ليس لديه الوقت ليحدثنى، حتى عندما اراسله أنا اجد هاتفه مغلق ، حتى رسائل الواتس لم يجيب عليها وأحياناً كثيره لا يراها وعندما يجيب يكون رده علي دائما أن هاتفه غير مشحون أو كان على وضع الطيران، أو كان لديه عمل كثير متأخر يريد إنجازه . كنت اغضب واثور عليه تاره وتاره أخرى اعاتبه أو اصمت أحياناً .
شعرت أنى مجرد نزوه فى حياته مجرد رقم من ضمن أرقام البنات اللى بيتسلى معاهم ويقضي وقت لطيف وخلاص
قررت ابعد واحفظ الباقي من كرامتى ….
بعد أسابيع من فراقنا توقفت عن مراقبة حسابه على الفيس بوك اصبحت محادثاتنا فى اخر ترتيب الرسائل فى قائمة أولوية الرسائل أيضاً لم يعد بيننا محادثات تليفونية بعدما كنا نتحدث طول اليوم إلى منتصف الليل فقط تغير كل شيء بداخلى ..
اعطيت عملي اهتمام أكبر عملت لساعات طويلة استيقظ مع طلوع الشمس وأنام بعد منتصف الليل . لم استطع نسيان عمار فكان يشغل كل تفكيري برغم كل محاولاتى لنسيانه اذكر نفسي بخيانته لي عسي أن أجد مبرر لنفسي لعدم التفكير به والتفت إلى نفسي ربما اكون صداقات جديدة…
منعت نفسي من الخطأ أكثر من مرة من مراسلته والسؤال عنه
كيف حالك ؟ كيف كان يومك
ماهى آخر مشروعاتك ؟
منعت نفسي من الإتصال به عبر الهاتف لاسمع صوته فأجد تاريخ آخر مكالمة تمت بيننا من فترة طويلة تتوقف يدى عن البحث عن رقمه بين أرقام هاتفي المفضلة أو آخر رساله منه.
شغلت نفسي بالخروجات والفسح مع زميلاتي نتحدث كثير نضحك نغنى لعلي استطيع أن امحو ذكرياتى معه من ذاكرتي أتمني أن أفقد الذاكرة فى تلك المدة التى عرفته فيها يمر اليوم كما يمر واعود آخر الليل اتحسس جرح غائر فى صدرى لأجد قلبي الذى ينزف فى صمت … نعم افترقنا
نزلت دمعه من عيونها مسحتها بيدها وتنهدت بعمق وهى تحاول النهوض من السرير
قامت لتذهب ناحيه باب الغرفه لتقف فاجأة وتنظر بدهشة إلى تلك المرأة الواقفة فى الغرفه تنظر إليها.
قالت حور فى عصبية من أنتي ؟
وكيف دخلتى إلى غرفتى؟
من سمح لك بذلك؟
لتجيب عليها
لما كل هذه العصبية وأنا أحبك
قالت حور فى دهشه
أنا لا أحبك
أنا اصلاً لا اعرفك
لقد رأيتك مرة أو مرتين
أنت دائما حزينه و كئيبه
ملامحك تبدو أكبر منى فى السن حتى وزنك الزائد يجعلك تبدو مختلفة
اخرجى من غرفتى
اخرجى من حياتي
وتوجهت حور إلى باب الغرفة وهى تنادى بأعلى صوتها
بابا .بابا
لياتى إليها والدها مسرعاً
فى إيه ياحور مالك يابنتى
حور باكيه من سمح لهذه المرأة بالدخول إلى غرفتى
الأب فى دهشه أى أمرأة
اتفضل شوف اهى واقفه أقدامك
الأب يلتفت يمين ويسار
ويقول لا أحد فى الغرفة
لتشير حور بيدها أمامها وهى تقول ، شوف اهى واقفه
رد الأب بأسف وحزن
أنت وحدك فى الغرفة يا حور
أنت واقفه ادام المراية
دى انتى ياحور
إلى اللقاء فى الجزء الثاني