معارض الفن التشكيلي لمن تقدم خدماتها؟
الكاتبة/ نجلاء أحمد حسن
تولد الافكار صغيرة وعندما نصدقها تصبح عملاقة، والفن هوفكرة تتحول لمارد صادق يعطيك بقدر ماتبذل لبناء محرابا للجمال بداخلك وحده الذي يشعرك أن لك عمرا موازيا يبقى خالدا على الأرض ….
تعتبر المعارض الفنية من اهم الاماكن التي تسجل سير وحركة الحضارة منذ عصر الغابة وحتى الان، وهو وسيلة فعالة للحراك الثقافي والفني ، ومن اقوى جسور التواصل التي تربط الفنان ومنتجه الابداعي بالمجتمع ثم بالعالم ، وهي علاقة حيوية تقام من اجلها المعارض ، فالمعرض يقام بالاساس لرفع مستوى التذوق الفني للعامة اولا ويقوي ايضا روح التنافس بين المبدعين والفنانين ،والاطلاع على التجارب الفنية المختلفة بشكل عام، ويحسن القدرات الابداعية والأبتكارية لدى المتلقي،فيتسرب الفن بوجدانه لينمي النواحي المعرفية ويغير من سلوكه وانفعالاته بشكل ناعم ويوجهه نحو الابداع
ان الاعلان للجمهور العام عن اقامة الورش الفنية في المؤسسات الثقافية هو القاعدة الاساسية في تنمية التذوق الفني ،وقد تسبقها بخطوة حصص التربية الفنية بمدارس التربية والتعليم ،كقاعدة عريضة لممارسة الفن وتنمية التذوق الفني ،واكتشاف الموهوبين ورعاية النابغين،
وهي الطريق الصحيح، لخلق ذوق فني عام لقاعدة كبيرة تراكمية من الجمهور؛ الذي يقوم بالبحث عن شغفه الفني ،بعد ان تتلقفه المسارات الحياتية،وقد يبتعد بدراسته العلمية عن الفن ،ولكنه لايزال يحتفظ بممارسة بالذائقة الفنية التي تحركه كل صباح لأختيار الوان ملابسه وطلته اليومية قبل الخروج الى عمله.
معارض الفن التشكيلي لمن تقدم خدماتها؟
وعلى ما سبق اجد نفسي اتوجه بفكرة واستراتيجية الى وزير الثقافة الدكتور احمد فؤاد هنو المسئول الاول لتنمية الوعي الثقافي والفني لدي الشعب المصري، وأقامة المعارض الفنية والمهرجانات والملتقيات الفنية المتنوعة والمتبوعة بسلسلة من الندوات الفنية وهو ما قدمه قطاع الفنون التشكيلية المسئول عن اقامة المعرض العام والذي حمل رقم 44 هذا العام( 2024) بشكل واضح
ولكن هل كان عدد زوار المعرض العام مناسبا لعدد سكان جمهورية مصر العربية؟ والذي يصل الى اكثر من (105. مليون نسمة) باعتبار ان المعرض العام شارك به 18 محافظة على مستوى الجمهورية وتقدم للمشاركة اكثر من 830 عملا فنيا تم رفض 515 عمل عن طريق لجنة الفرز والحكم المكلفة من رئيس قطاع الفنون التشكيلية وقد نجح دكتور وليد قنوش بوضع استراتيجية محكمة لضمان التحكيم الحيادي لدرجة لم يعلم افراد اللجنة بعضهم البعض .
وينتهي المعرض الذي بدا في 10 يونيو وانتهى 31 يوليو وهي فترة غير كافيةللاطلاع على التجارب الفنية للفنان المصري وذلك لأنشغال الأسر بأمتحانات الابناء اخر العام ، سواء النقل او الثانوية العامة او الجامعات ،وتخلله فترة عطلة العيد الاضحي ،ولذلك لم يتمكن فئة كبيرة من الجمهور العام من حضور المعرض العام واقتصر الحضور على الفنانين التشكيليين والنقاد الفن التشكيلي وهي نسبة ضعيفة مقارنة بعدد سكان مصر
تقدمت بفكرة مقترح مكتوبة للدكتور وليد قنوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية اثناء حضوري (كزائرة ومتذوقة للفنون )المؤتمر الختامي للمعرض العام بان وزارة الثقافة اقامت الدورة 55 كحدث ثقافي محدد سنوياعلى اجندة الفعاليات الدولية حضره،اكثر من 70 دولة للمشاركة الثقافية زار المعرض( 4,785,539) زائر بحسب احصائية موقع معرض القاهرة الدولي للكتاب المقام بارض المعارض بالتجمع الخامس ،المتميز بتوفير خطوط المواصلات العامة منه واليه؛ وتميز بالقاعات المتنوعة والمساحات الشاسعة والحدائق المنسقة والجو والوقت المناسبين للاسرة لمدة اسبوعين متتالين(من 24 يناير حتى الاسبوع الثاني من فبراير ) حيث اجازة نصف العام ويتميز بالحضور اليومي الكثيف من الجمهور العام من الصغار والكبار المتخصصين والمهتمين بالثقافة فما المانع من المشاركة على هامش المعرض لمدة سنة او سنتين لحين وضع اسم معرض القاهرة الدولي للفنون التشكيلية على الاجندة الدولية للفعاليات الثقافية سنويا
مميزات المقترح
ترتكز الإستراتيجية على ثلاثة ابعاد رئيسية تشمل البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي وبعد التنوع الثقافي البيئي ؛ وتنفيذا لمبدا التعاون بين قطاعات وزارة الثقافة لتحقيق هدف حيوي وهام جدا وهو تركيز دائرة الأهتمام الدولي على مكانة اسم مصر ثقافيا وفنيا بين دول العالم بحضارة تمتد جذورها عبر التاريخ ولصنع بحدث قوي متواجد فعليا على الخريطة الثقافية الدولية بتوقيت محدد سنويا وهي نقطة غادية في القوة ويتم حشد جميع امكانيات الدولة لتذكير العالم بقوة مصر الناعمة ذات العمق الانساني والحضاري وذات نهر من الانتاج التراثي الفني الثقافي لا ينضب ولا ينقطع
المقترح
العمل على إنتقاء اللقاءات المتميزة ووضعها في جدول الخطة الثقافية السنوية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ مما ىيتيح حالة من التنافس الثقافي المحمود بين المبدعين بجميع انحاء محافظات الجمهورية ، المتميز بحالة التنوع الثقافي للثقافة المصرية ، على الصعيد الدولي ، ومن ثم للإنطلاق بتلك الفعاليات الثقافية النوعية ؛ مما يوفر حالة تواجد التنوع للأنشطة الثقافية المحلية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بشكل دولي في دورته السنوية وذلك لترشيد النفقات السفر لهؤلاء المبدعين وتوفير العملة من جهة وتأكيد تواجدهم الدولي من جهة أخرى .
أهداف المقترح
اولا : تضييق الفجوة بين الفنانين المصريين و جدول السنوي الثقافي الدولي ان صح التعبير والاطلاع على التجارب الفنية العالمية واالتواصل الفني المباشر بين الفنان المصري والفنان الدولي
ثانيا : تضييق الفجوة بين الحركة الفنية التشكيلية للمبدعين المحليين بالمحافظات وبين المشاركة الفعالة بالمعارض الدولية
ثالثا : ايجاد طرق غير تقليدية لزيادة حركة التسويق والترويج جنبا الى جنب لاهم قطاعات الوزارة و هي قطاع الفنون التشكيلية والهيئة المصرية العامة للكتاب
معارض الفن التشكيلي لمن تقدم خدماتها؟
رابعا : تأسيس مؤتمر دولي سنويا يحمل إسم احد الشخصيات الفاعلة في تاريخ الحياة الثقافية المصرية والفنية وتتم تقديم ابحاث في موضوعات الادب والتاريخ والثقافة والتراث الثقافي
العائد المتوقع من تطبيق المقترح
1. رفع عدد المشاركين من مبدعي المحافظات بالحدث على اكثر من مستوى بنفس النوقيت زيادة المبيعات الدولية والمحلية للوحات الفنية المشاركة في الحدث الكبير حيث تواجد المشاركين بالمعرض القاهرة الدولي للكتاب والمهتمين بالحركة الفنية التشكيلية بشكل طبيعي
2. زيادة عدد الندوات السنوية المقامة بالحدث الثقافي الكبير على المستوى الدولي مما يزيد حالة التواصل بين الفنانين التشكيليين والمبدعين والمثقفين باروقة ارض المعارض بالتجمع الخامس بتجهيزاتها الحديثة
3. تحقيق مبدأ التكامل بين قطاعات الوزارة الفاعلة في مجال التنمية الثقافية المستدامة وانهاء عصر الجزر المنعزلة بين الادارات بما يحقق استثمارا مضمونا وتكاملا بين القطاعات
