مقالات

سحر كريم .. تكتب ماوراء الأفق

ماوراء الأفق

ماوراء الأفق
بقلم الأستاذة سحر كريم
ننظر إلى الأفق بعيدا نلاحظ فيه مايلوح من تحديات جرى ببيانها فى إتفاق ننتبه لجماله فلطالما نظرنا إلى السماء دون الإنتباه لعمقها فمن المحتمل أن نسمع من حولنا أصوات دون أن ندرك إنها جزء من حياتنا .

وكأننا نسافر بعيدا للعثور على ماهو قريب ننظر إلى تلك الأفق فكل شيء واضح وممكنا لا نخاف فيه من أن نحلم أو نتمنى مايجب علينا فعله فى حياتنا وكأننا نرى وجوهنا حقيقة تعبر عن التضحية أو التخلى عن الذات وكأن النفس قد سقطت فى فخ الإعارة وإنشغلنا كثيرا عن الإنتباه إليها فكثيرا مايكون الحديث بلغة هى إعتناق لعالم وثقافة .

يسافر المرء فيها بعيدا من خلال الأفق ليتعلم فى مغامرة جريئة أو فى رحلة تقاس بكثير من الأميال يشعر المرء فيها بأن يترك بدون كلمات ويتحول الرائي فيها لراوى قصص وحكايات وكأنه مجهول فى مدينة لم يكن يراها من قبل ولا يتردد فى الذهاب إليها بعيدا خلف البحار والمحيطات وجميع المعتقدات تطورا ومسافرا جيد ليس لديه خطط ثانية بقدر تصميمه على الوصول .

سائح يرى ماجاء هنا ليراه فليس كل مايتجول مفقود قانون عرف بأنه لا توجد مسلمات أبدية ولا توجد حقائق مطلقة فغالبا مايبدأ العلم بالأساطير .

سحر كريم .. تكتب ماوراء الأفق

هكذا عرف تلك القانون وكأن التعليم قد ولد لتغيير العالم فكثيرا مايكون التعليم مناره لشروق حضاره وضياء أجاد إنارته معلم فما التعليم إلا جواز سفر لحياه أفضل لا نستطيع أن نمتلك منه إلا القليل من المعرفه وكأنه ملجأ للعالم بما فيه من ترياق مضاد لما أصاب المرء من جهل وخرافات .

طريقه خاصه للتفكير يشوبها الفعل بحثا عن العمل ولكن ماأهميه تلك التعليم فى الدول النامية بعد أن أصبحت تلك الدول تأتى فى المرتبة المتأخره فيما يتعلق بجوده التعليم الأساسي ظنا من البعض إن تلك التعليم لم يوضع على سلم الأولويات لتلك الدول لعقود من الزمن؟

حقا فقد كان التعليم قديما بالتوارث كما كان شائعا فى مصر القديمة خاصا فى مجال تعلم الصناعات والحرف التى توارثها الأجداد والأباء والأبناء إلا إنه مع مرور الزمن أضحى التعليم تطورا وتغييرا جذريا فى بعض ملامحه فالتعليم هو السبيل إلى المستقبل فى المجتمعات والمحرك الأساسي للتنمية بما لديه من فرص لتحقيق الرفاهية للفرد فى المجتمع ،

سحر كريم .. تكتب ماوراء الأفق

فقد يكون العلم سبيلا لحصول الفرد على فرصة عمل ممايحمى أفراد المجتمع من البطالة والحد من إرتفاع معدل الجريمه والإدمان فى المجتمعات كافه فهو أحد وسائل التوثيق للتاريخ وحماية للثقافة من الإندثار يكتسب الفرد منه من خلال المعرفة القدره على التعامل مع البيئة المحيطة منذ الصغر بدءا من المرحلة الإبتدائية فالثانوية ثم الجامعه مما ينتج عنه الوظيفة المستقبلية للفرد فالعلم هو إحدى الوسائل التى يعمل على صقل الشخصية للفرد وغرس المبادئ والقيم منذ الصغر وفهم الأمور والشعور بقيمه الفرد فى المجتمعات وإستيعاب الثقافات الأخرى والتعامل معها دون إنحراف عن مسار الثقافة والعقيدة لدى الفرد والقوانين الوطنية والدينية فى المجتمع

فالحق فى التعليم مكفول للجميع دون تمييز وقد تضمن القانون الدولى لحقوق الإنسان إعترافا بحق الفرد فى التعليم على نطاق واسع من التطور وإعاده للتأكيد على تلك الأحقية وتحديات عديدة من أجل ضمان الحق فى التعليم فهو حق دستورى واجب التطبيق فالتعليم يعد أمرا أساسيا إنه حق تمكينى يعمل على المساهمة فى القضاء على الفقر ولكن لما لا يتطور التعليم فى الدوله بما يتفق مع إحتياجاتها فى العمل؟فكثيرا من الأفراد الذين يتخرجون من الجامعات سنويا لا يجدون مجالا للعمل بما يتفق مع تخصصاتهم فلما البحث عن الجامعات ولما لا يكتفى بالدراسه حتى نهاية المرحلة الثانوية فقط فكثيرا من الخريجين من الكليات لا يستطيعون الحصول على الوظائف بعد التخرج والبعض يلقى كاهل تلك الإجابه على أن الخريجين ليس لديهم المهارات والإمكانيات لتولى الوظائف العامه فقد يكون هناك فجوه كبيره بين الخريجين وتوقعات أرباب العمل مما يدعو مناداه البعض للبحث فى تصميم وتطوير المناهج التعليمية حتى تكون أكثر فاعلية لتطوير المهارات المتعلقة بسوق العمل ولكن هل يمكن التوقف عن التعليم فى إحدى الكليات التى تعلم فيها الكثير من المشاهير والعظماء على مر العصور والأجيال ويبقى السؤال يطرح نفسه؟؟إن التاريخ لا يتغير ولكن تحاول بعض الدول طرح رأيها بأن هؤلاء الخريجين الجدد هل سيجدون عملا أم لا؟فلما لا يكون هناك تغيير وهل يعتبر علم البيانات هو أبرز التخصصات التى تطرح على الساحة اليوم كنوع من التعليم كتخصص يتمشى مع المستقبل فى المجتمع الحالى بعد إنهاء المراحل المدرسية؟إن الشركات والحكومات تتطلع نحو الحاجة إلى علماء البيانات من أجل ترجمه مختلف الأرقام والمعلومات إلى العديد والعديد فى مجالات العمل فهناك علم الكمبيوتر أو الرياضيات أو الفيزياء أو الذكاء الإصطناعى والروبوتات والتسويق فهل ستتجه الدول يوما لأن يكون هذا طريقا جديدا نحو التطور فى التعليم فى الدول النامية بما يتناسب مع أنظمه الدول فى العمل وليس لحصول الفرد على شهادات جامعية من الكليات المختلفة بل العمل من أجل النهوض

سحر كريم .. تكتب ماوراء الأفق
ويلتفت أحدهم عندما ينتهى من مراحل تخرجه من الجامعة مبتسما وفى خاطره شيء يتذكر فيه لحظات بسيطة وعفوية ترحل الضحكات فيها لعالم كبير يختلف عما رأه فى عالمه الصغير الذى إحتواه سنوات وسنوات موطن صغير تبقى فيه الجدران شاهده على أحداث ومغامرات تتحرك عندما يسمع صوت التصفيق من حوله فرحه عندما ترفع القبعات توديعا تشدو به الآمال فى الوجدان وترنو لدرب العلا ويتساءلون إذا كان الأمر كذلك فكيف أختار تخصصى بعد الثانوية العامة؟إن الأمر يتطلب تعريف الفرد بالإهتمامات وتحديد قدراته ومهاراته الشخصية والنظر لفرص عمل مستقبلية تترتب على تلك التخصص المختار كالتخصص فى الهندسة بأنواعها والأمن السيبرانى والترجمه وعلم الحاسوب وغيرها بما يتفق مع سوق العمل ولكن لماذا يختلف التعليم فى الدول المتقدمة فى أنظمته عن الدول النامية؟إن الإلحاق بتلك الدول المتقدمة فى تطوير التعليم يتطلب الكثير من التنظيم وخاصة وأن الكثير من الأباء والأمهات يحاولون أن يحصل أبنائهم على التعليم للإرتقاء بهم وبناء لشخصيتهم وصقل لمواهبهم ويبذلون مالديهم من رخيص ونفيس فى مقابل تلك التعليم إن دول العالم لم تبحث بعد مرحله التعليم الأساسي إلا من يمتلك ماده علمية قوية تجعل الفرد وكأنه فى سباق عالمى للبحث عما هو أفضل فهناك خمسه من التخصصات العالمية يمكن دراستها فى الخارج كتعليم البيانات وتطوير البرمجيات وعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الإصطناعى إعتقادا ودراسة فى دول العالم بأنها تخصصات قد تغير الحياة بما تحمله من طيات أكثر مما إنها مجرد تعليم جيد بل ثقافة وعادات تخلق إنسانا عالميا ولكن هل العلم شهاده يطلب بها وظيفة يقتات بها الفرد أم وظيفة العلم وغايته تتعدى فكره التعليم فى مضمونه للبحث عما هو سائد فى مجال العمل والحصول على المال

سحر كريم .. تكتب ماوراء الأفق
أفق واسع المدى يجعلنا ننظر لما بعد تلك الأفق من مستقبل قد يغير العالم بأثره بحثا عما هو أفضل من أجل حياه جديدة يتخللها التطور فى إبداع شديد وليس تقليلا من شأن الفرد بل الإسراع نحو التطور بأقدام ثابته فى وعى وشمول للفكر قد يكون جديد علينا فى مضمونه ولكنه ذو رؤية واسعة نحو حياه أفضل بحثا عن العمل لمعيشة أفضل وليس تقليلا من شأن الفرد فى الحصول على حقه فى التعليم ولكن فى مسار الأفق
فدائما نحدث أنفسنا إلى أين؟؟
Sahar korayiem

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى