مقالات

مصر تعيد صياغة الوعى الدولى تجاه القضيه الفلسطينيه

مصر تعيد صياغة الوعى الدولى تجاه القضيه الفلسطينيه

بقلم : أشرف قميحه

في لحظة فارقة من التاريخ العربي المعاصر، احتضنت مدينة شرم الشيخ المصرية مؤتمرًا دوليًا للسلام، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة واسعة من الدول العربية والأوروبية، إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

جاء المؤتمر في ظل تصاعد الأحداث في قطاع غزة، وبعد شهور طويلة من العدوان والدمار الذي طال الأبرياء، ليؤكد أن مصر ما زالت الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط، وأنها لا تزال تحمل على عاتقها عبء الدفاع عن الحق الفلسطيني والعروبة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

دبلوماسية مصرية متزنة ومسؤولة

منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، لعبت القاهرة دورًا محوريًا في وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية وإرسال القوافل الطبية والإغاثية، كما قادت جهودًا معقدة بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي لتثبيت التهدئة.

لكن المؤتمر الأخير في شرم الشيخ لم يكن مجرد حدث سياسي عابر، بل كان رسالة واضحة للعالم بأن مصر ليست وسيطًا محايدًا فحسب، بل صاحبة موقف ومبدأ، ترفض العدوان وتدعو إلى سلام عادل وشامل يقوم على قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كلمة الرئيس السيسي.. وضوح الرؤية وصلابة الموقف

في كلمته الافتتاحية، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح شديد عن الازدواجية الدولية في التعامل مع القضايا الإنسانية، متسائلًا:

“لماذا تُستباح دماء الفلسطينيين ولا يتحرك العالم بالقدر ذاته من الغضب كما يفعل في أماكن أخرى؟”

وقد شدّد على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يُبنى على أنقاض المظالم، داعيًا إلى ضرورة إطلاق عملية سياسية جادة تنهي عقودًا من الصراع والمعاناة.

كلمته لم تكن خطابًا دبلوماسيًا فحسب، بل صرخة ضمير عربي أعادت التذكير بجوهر القضية وعدالتها، وسط محاولات طمسها أو تجاوزها في خضم الصراعات الإقليمية.

تفاعل دولي متباين

شهد المؤتمر حضورًا لافتًا من قيادات عربية وأوروبية، لكن المواقف تباينت بين من يؤيد وقفًا فوريًا لإطلاق النار وبين من يضع شروطًا معقدة تربط المساعدات الإنسانية بالاعتبارات الأمنية لإسرائيل.

ورغم هذا التباين، استطاعت القاهرة أن تجمع الجميع على طاولة واحدة، مكرسة بذلك دورها كـقلب السياسة العربية ومركز الثقل في القضايا الإقليمية.

رسالة مصر إلى العالم

خرج المؤتمر بعدة توصيات مهمة، أبرزها:

ضرورة وقف فوري للعدوان على غزة.

تدفق المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.

إحياء مسار المفاوضات السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية دولية.

التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في الشرق الأوسط، ولا يمكن تحقيق الاستقرار دون حلٍّ عادل لها.

بهذا، أعادت مصر من خلال المؤتمر الوعي العالمي إلى جذور الأزمة، وذكّرت الجميع بأن السلام لا يصنعه السلاح، بل العدالة والكرامة الإنسانية

أثبت مؤتمر شرم الشيخ للسلام أن مصر ليست مجرد راعية للوساطة، بل صاحبة رؤية ومشروع يسعى لحماية الإنسان قبل الجغرافيا.

حفظ الله مصر رئيسا وجيشا وشعب

وتحيا مصر . تحيا مصر . تحيا مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى