مقالات

مصر… صوت العروبة حين صمتت الألسنة، وسند فلسطين حين خذلها القريب

مصر… صوت العروبة حين صمتت الألسنة، وسند فلسطين حين خذلها القريب
بقلم/ دكتور هيثم قشطة 

منذ أن اشتعلت نار القضية الفلسطينية، لم تكن مصر على الهامش. كانت دومًا في القلب من المعركة، وفي الصف الأول من الشرف.
قدّمت دماء أبناءها على أرض فلسطين منذ 1948، وشاركت في كل حروب العزة دفاعًا عن الأرض والكرامة48 و 56و 67 و 73.
واليوم، وفي زمن تبدّل فيه المواقف، ظلت مصر الثابتة كالأهرام، الأصيلة في مبدئها، الواضحة في موقفها.

عندما احترقت غزة بالنار والدم، لم تنتظر مصر الإذن من أحد.
فتحت معبر رفح ليكون شريان الحياة الوحيد لأهلها المحاصرين، أرسلت القوافل والمستشفيات الميدانية، واحتضنت الجرحى والنازحين.
وفي كل محفل دولي، ارتفع صوت القاهرة:

> “الحق لا يُشترى بالدولار، والكرامة لا تُستأذن من أحد.”

أما في الجهة الأخرى من المشهد العربي، فالمفارقة مؤلمة…
فبينما كانت مصر تفتح ذراعيها لغزة، كانت بعض دول الخليج تفتح خزائنها لواشنطن.
مليارات الدولارات صُرفت تحت شعار “الحماية”، حمايةٍ وهميةٍ لا وجود لها إلا في وعود ترامب وصفقاته.
تحدث العالم يومًا عن مئات المليارات التي دُفعت لأمريكا، كجزيه مخزية

وعندما كانت غزة تُقصف، لم يُفتح معبر، ولم تُرسل مساعدات إلا عبر القاهرة.
مصر وحدها من واجهت العاصفة بثبات، لا تشتري الأمن من الغرب، بل تصنعه بذاتها.
جيشها درع، وشعبها وعي، وقيادتها تقود بالكرامة لا بالصفقات.

فشتان بين من يحمي وطنه بدماء جنوده، ومن يحتمي بأموال النفط.
شتان بين من يتفاوض من موقع القوة، ومن يبيع الموقف طلبًا للرضا الأمريكي.

التاريخ يسجل، والضمير يشهد:

أن مصر لم تركع ولم تساوم.
كانت ولا تزال القلب العربي الذي ينبض بالعزة، والعقل الذي يقود الأمة بالحكمة والمبدأ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى