ندى عثمان تكتب.. أنا بكينا وأنا واثقة في نفسي
أنا بكينا وأنا واثقة في نفسي
بقلم: ندى عثمان
قد يكون المقال صادم للبعض أو المعظم مش هنختلف لكنه مع الأسف واقعي ومثبت عمليا وعلميا.
متصدش اللى يقولك معندوش رواسب من تجربة عاشها لسنين .. التجارب السابقة لو مخلفتش عقدة نفسية فى صورة صدمة ..بالتأكيد هتسيب وراها رواسب فى صورة مخاوف مستقبلية وده على أفضل التقديرات .. خوف من فقد ماشي .. خوف من ظلم يمكن .. خوف من الألم أحيانا وغيره .. لكن بالتأكيد فيه حته مازالت تختزن قدر من الفزع .. هوضحلك ازاى تتخلص منه فيما بعد ..
المشكلة مش فى العقدة كل عقدة ولها حل بشرط رغبة صاحبها فى الحل وسعيه له وكل صدمة ولها طريقة للتحرر منها ..
المشكلة أحيانا بتكون فى الرواسب اللى عايز صاحبها يتخلص منها ومش عارف ماسكها بطريقة لاشعوية وهو مش واعى.. والمعيق هنا بردوا مش الرواسب .. المعيق فى حاجتين :
الأولى الأفكار اللى خلفتها الرواسب والذكريات المؤلمة اللى بتحول معظم أفكارك لمخاوف محتاجة وعى بيها انها موجودة اصلا .. مخاوف من حاجات خايف تحصل وحاجات خايف متحصلش.
والحاجة التانية هى عدم وجود شخص أمان او لو موجود عدم تواجده حواليك بشكل فعلى .. و التانية بتحسم الأولى يعنى وجود شخص بيأمنك نفسيا كفيل يهدى و يفرمل من خوفك و أفكارك المتصارعة ..
تعالى اقولك ازاى لكن قبلها هشرح لك نقطة فارقة ..
الأمان يا عزيزى تجربة جسدية .. تجربة جسدية بالتواجد يعنى مثلا لو حضرتك داخل على مكان قلقان فيه ..
بدون تفكير اول حاجة بتطلبها شخص بتثق فيه وبتحبه يكون معاك وده كفيل يخليك تهدأ بشكل كبير وتبقي أشجع .. حتى الطفل الصغير وهو بيُقدم على فعل جديد أو مكان جديد بيكون عايز الأم او الأب معاه مصدر الأمان يعنى .. انت ممكن تكون متاكد ان الشخص اللى معاك وجوده مش هيغير فعليا فى الموقف لكن لمجرد انه هو نفسه شخص بيمثل ليك منطقة آمان بمجرد تواجده ده بيشعرك بالأمان و بيخليك تُقدم على الشئ اللى بتهابه ..
وتخيل ان بعض أساليب العلاج النفسي بيتطلب قبل تنفيذها مع العميل انه يكون محدد ايه منطقه الأمان الخاصة بيه المنطقة دى المعالج بيرجّع العميل فيها فى حالة وصوله لمرحلة قلق وتوتر وكثافة انفعالية عالية أثناء العلاج .. وفى حالات كتير و بالسؤال عن منطقة الأمان الخاصة بالعميل الناس بتذكر أشخاص مش أماكن يعنى مجرد تخيل شخص بيمثل ليك منطقة أمان ده كفيل انه يهديك انفعاليا فما بالك بتواجده فعليا حواليك ..
لذلك عند درجة من القلق والمخاوف الانسان بيحتاج التواجد الفعلى مش بس التخيلى لذلك الأمان تجربة جسدية بالتواجد .. وجود أشخاص أو على الأقل شخص واحد أمان حواليك كفيل يعرفك ويشجعك فى التعامل مع مخاوفك ومواجهتها و معايشة تجارب وأماكن جديد .. كفيل يطمنك تختبر وتجرب طرق جديدة تعيش حياتك بيها ..
الإنسان المتأمن بيعرف يواجه مناطق الفزع جواه ويحسمها نهائيا ..المتأمن بيخوض أصعب الظروف بقوة .. وأكثر التجارب خطورة بثبات.. المتأمن بيعرف يواجه الطوارئ باتزان وهدوء وثبات ..
مهم جدااا تعرف مين الشخص اللى بيمثل ليك منطقة أمان حقيقية .. أم ..أب .. شريك حياة .. أخ..صديق .. مين منطقة أمانك الحقيقية .. منطقة أمانك هى نقطة اتزانك .. وسيبك من جو انا بكينام وانا واثقة فى نفسي وانا منطقة الأمان الوحيدة ليا فى الدنيا صحيح ان كل حاجة بتبدأ من عندك لكن العلاقات الإجتماعية نقطة فارقة فى حياة الإنسان وكتير من النصوص الدينية والأحاديث والتفسيرات بتأكد ده ..
قال رسول الله صل الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ” حديث صحيح
أخيرا لا بأس من امتلاكك قدر لا بأس به من المخاوف بمختلف مستوياتها وأشكالها .. فكل منا لديه مخاوفه .. كل منا لديه مناطق مظلمة يجب توخى الحذر عند الاقتراب منها منعا لإثارة الفزع من جديد .. الوعى والنضج يكمن فى إدراكك بكيفية التعامل من هذه المخاوف .. كيف تتعلم ان تجعل من مخاوفك بوصلة تُعينك على توجيه مسيرتك من جديد بدلا من أن تصبح أكبر عائق بحياتك .. والأخطر كيف تنتقى منطقة أمانك الحقيقي بإتزان ،،





